دخل يمشي على رجليه وخرج بفشل كلوي ورئوي.. ماذا يحدث في شرطة ضواحي القدس؟
القدس المحتلة - القسطل: في مجمع فلسطين الطبي في رام الله، لا زال يرقد الموقوف في شرطة ضواحي القدس، الأربعيني صلاح بدوان من قرية بيت سوريك شمال غرب القدس، وفق ما أفادت عائلته لـ"القسطل"، مشيرة إلى أنه يعاني من فشل كلوي وتليف في الرئتين، ومن المتوقع أن يجرى له عملية جراحية لثقب حنجرته من أجل تمكينه من التحدث بعد أن فقد القدرة على النطق.
يقول شقيقه ناصر إن صلاح أُوقف في مركز شرطة ضواحي القدس، مطلع الشهر الجاري، وخلال وجوده هناك أصيب بفيروس كورونا، وساء وضعه الصحي، وبعد نقله لمجمع فلسطين الطبي، تبيّن وجود تليف في الرئتين لديه بسبب مضاعفات إصابته بفيروس كورونا، بالإضافة لفشل كلوي، وهو الآن متصل بأجهزة التنفس الاصطناعي ووضعه الصحي خطير.
ويتابع ناصر في حديث لـ القسطل قائلا إن شقيقه صلاح الذي لم يكن يعاني من أمراض في الكلى أو الرئتين قبل توقيفه، أبلغه بأن حوالي 70 موقوفا كانوا محتجزين في مساحة صغيرة، والظروف الصحية سيئة، وفي ظل انتشار فيروس كورونا، يعدّ هذا التجمع خطيرا.
الظروف التي يعيشها الموقوفون سيئة للغاية وغير صحية، يقول الموقوف السابق فادي بكير من مدينة القدس المحتلة لـ القسطل، مشيرا إلى أنه كان موجودا في الفترة التي أصيب بها بدوان بفيروس كورونا، وقد كان برفقة باقي الموقوفين الذين في غالبيتهم مدخنين، وقد أبلغ من حوله أنه لم يعد قادرا على التنفس، قبل أن يجري نقله لمجمع فلسطين الطبي.
وأشار بكير إلى أن المساحة التي يحتجز بها الموقوفون غير كافية لأن ينام جميعهم في نفس الوقت، فكان ينام جزء منهم، ويتم إيقاظهم بعد ساعات لكي يتمكن الآخرون من النوم.
موقوف سابق أُفرج عنه مؤخرا، وفضل عدم الكشف عن اسمه حتى لا يتعرض للملاحقة، قال إنه لا يجري فصل الموقوفين عن بعضهم البعض، حتى في حال إصابتهم بفيروس كورونا، رغم المطالبات المتكررة بهذا الشأن. مضيفا أنه في البداية تبيّن إصابة بدوان وموقوف آخر بفيروس كورونا، وفي 2 فبراير تبيّن إصابة 17 موقوفا، عندها أعلنت إدارة الضواحي عن حالة الطوارئ، والتي بموجبها منعت الزيارات عن الموقوفين.
وأضاف أن نقل الموقوف بدوان لمجمع فلسطين الطبي جاء بعد ضغط من الموقوفين، حيث أن إدارة مركز شرطة الضواحي كانت تتجاهل حالته الصحية رغم ظهور أعراض قوية تشير لتردي وضعه الصحي، وأصرت على احتجازه مع باقي الموقوفين.
وقال الموقوف السابق لـ القسطل إن ظروف الاحتجاز سيئة للغاية، فمثلا يُمنع الموقوفون من الزيارات في كثير من الأحيان، ولكل الموجودين يُوجد دورة مياه واحدة يتم فيها غسل الطناجر والصحون وهو ما يؤثر على صحة الموقوفين، بالإضافة لانتشار القوارض والصراصير، وبعض الظواهر السلبية مثل بيع حبوب الأعصاب (الحبة بـ 100 شيقل) على مرأى ومسمع إدارة شرطة الضواحي.
وعلمت القسطل أن شرطة ضواحي القدس قررت إخلاء سبيل الموقوف بدوان خلال وجوده في المستشفى، بسبب تردي وضعه الصحي. توجهت القسطل للناطق الإعلامي باسم الشرطة لؤي ارزيقات، الذي رفض الإدلاء بأي تصريح، قائلا إن الموقوفين يمكنهم تقديم شكاوى بما حصل معهم.
. . .